قالتْ لها:
أمرٌ عجيب، لكأنّه حلَّ بالأمسِ القريب!
أوَتذكُرينَ تفاصيلَ أيّامه؟
فردّتْ:
كيف لا أذكُرُها، بل أنّى لها أن تغيب؟!
وقد وحَّدتْها سَهَراتٌ سلبتِ الأذهان
بمتعةِ الحديثِ، وروْعةِ الموائد، وحكايا رمضان
فسألتْها:
هل أعْدَدْتِ برنامجه لهذه السّنة؟
فردَّتْ:
أجلْ..ككلِّ سنةٍ، وقُبيلَ حلولِه ضيفاً، أحملُ قلمي،
وأدوّنُ قائمة التّحضيرات:
كُلّ جديدٍ مُميَّزٍ..
وصفاتٌ لمختلفِ الأُكلات..
وأوانٍ تُزيِّنُ السُّفْرات
فزوجي يعشَقُ تعدُّدَ الأطباق..
وتأسره روعةُ المذاق..
أُباهي بها أمامَهُ، وأمام -الحماة- اللّعوب،
التي لا تنفكُّ عن تصيُّدِ العيوب !
فسألتْها:
والفائضُ من الأطباق؟
فردّت كمن كان بمقامٍ للطّرافة !
ما فاضَ أُخفيهِ أحيانا -عن أعيُنِ زوجي- بصناديقِ النّظافة
أو أُعطيه صباحا لجارةٍ فقيرةٍ.. ثّرثارة..
اعتدتُ طرقَ بابِها لكنّها بخيلةٌ، لا تُسمعك شُكراً أو أدنى إشارة!
فسألتْها:
دوناً عن حالِ المائدة.. ما حالُ العبادة...؟
فقاطعتْها قائلة:
تعَبٌ وزيادة..
ماذا يُبقي فينا المطبخ والسّهرات إثرَ تبادلِ الزّيارات؟
وجيِّدٌ أنّنا نستغلُّ فترتَنا الصّباحيّة في النّومِ بهَنيّة
===//====//===
واعجبي !!
من تساؤُلاتٍ بدَت منكوبة،
وأجوبةٍ جرّت أذيالَ الخيبة
واعجبي !!
من سوءِ التّقديرِ لزائِرٍ كبيرٍ،
يُستهانُ بفضْله وخيْرِه الكثير
واعجبي !!
من سوءِ الاستقبال..
وثبات راحةِ البال..
رغم فضاعةِ التّقصير !